كنت هارباً من الأرض
إشتعلَ الدربُ بضوءٍ خانقٍ
يا ترى كم طريق تخطّيته دونها
كانت معي حين ملئت رائحةُ الطلعِ حوافَّ الحدائق
فتسلّقتُ حائطاً طينياً قصيراً
يسيّج دالياتِ العنبِ
رأيتُ طفلة تتأرجّح بسعفة ذهبية
شعرها يمتد نهراً
يا ترى كم فراشة مرّت من الزمن
الشمسُ تورطّت في أيكة نائية
وعلى مقربة منّي تدفّق العقيق
هربت منها
وهي تطاردني
لمحت سيارة تخرج الماء
قلتُ للسائقِ إنني ضائعٌ
منحني بيده اليسرى نبتةً صغيرةً
إشتعل الطريقُ بعتمة واهنة
عدت لروحي الراحلة
وجسدي الذي لا أراه.